‘أنشدك بالله! ألم يسمني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منهم؟!(المنافقين)’
“ويلك يا ابن الخطاب إن لم يغفر الله لك”.
هذا أنت يا عمر يا من تخاف أن تكون من المنافقين؟!!!!
ماذا عني يا عمر ؟ ماذا عني رضي الله عنكـ….
و هذا عبد الله بن مسعود
[[أما إن ها هنا رجلاً يتمنى أنه إذا مات لم يبعث-أي: نفسه- وقال: وددت لو أني شجرة تعضد ]].
رحمكـ الله يا عبد الله رحمكـ الله
————-الخوف من الله————-
إن الخوف من الله عز وجل هو من أعلى مراتب التقوى إذ لا يصل الإنسان إلى منازل التقوى العالية إلا بخوفه من الله سبحانه وتعالى.
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون
[الأنفال: 2]
وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ
[المؤمنون: 60]
قالت عائشة رضي الله عنها: “يا رسول الله هو الذي يسرق ويزني، ويشرب الخمر، وهو يخاف الله عز وجل قال: لا يا بنت الصديق، ولكنه الذي يصلي، ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله عز وجل
وفي رواية الترمذي: لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون وهم يخافون ألا يتقبل منهم
وعندما ذهب هارون الرشيد إلى مكة طلب من وزيره أن يبحث له عن رجل يعظه فذهب هارون الرشيد رحمه الله إلى الفضيل في داره، وعندما دخل عليه أطفأ الفضيل السراج
فقال هارون: لماذا أطفأت السراج يا أبا علي؟
قال: هذا الظلام أهون من ظلمة القبر يا هارون
قال: زدني
قال: يا هارون إن الله سوف يحاسب كل إنسان عن نفسه، أما أنت فسوف يحاسبك عن كل إنسان من رعيتك
فبكى وقال: زدني
قال: يا هارون إني أراك جميل وجه صبيح منظر، فالله الله أن تخرب وجههك بنار جهنم، فبكى حتى كادت نياط قلبه أن تتقطع، ثم قال لوزيره: إذا دللتنا على أحد يعظنا فدلنا على مثل هذا.
وبكى محمد بن المنكدر بكاءً شديداً حتى خاف أهله عليه، فذهبوا إلى أبي حازم لينظر ماذا أصابه فجاءه أبو حازم وقال: ما الذي يبكيك يرحمك الله
قال محمد: آية في كتاب الله عندما أقرأها لا يرقى لي دمع
قال: وما هي؟
قال: قال عز وجل: وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ
[الزمر: 47]
فبكينا جميعاً.
وكان سفيان الثوري وهو جالس مع تلاميذه يبكي فجأة فقيل له: لماذا تبكي؟
قال: أخاف أن أسلب الإيمان عند الموت، وعندما جاءه الموت بكى كثيراً فسئل عن ذلك قال: ويحكم! أتدرون إلى أين يذهب بي إلى جنة أو نار.
وهذا الحسن البصري رحمه الله كان شديد الحزن والخوف من الله، وكان يقول: أخاف أن ينظر الله إلى أعمالنا فيقول:لا أقبل منكم شيئاً
ونظر عطاء السلمي إلى التنور يوماً فخر مغشياً عليه، لأنه تذكر قول الله عز وجل
تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُون
[المؤمنون: 104]
وفي صحيح ابن حبان عن النبي
أنه قال:1
وعزتي وجلالي لا أجمع على عبدي أمنين، ولا أجمع له خوفين، فإن أمنني في الدنيا، خوفته يوم
القيامة، وإن خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة
فالخائف يتذكر ويتعظ، ويخشع ويعتبر؛ ولذلك كان لسان حال الأنبياء - عليهم السلام -: قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
————–حد الخوف من الله————-
يقول ابن تيمية رحمه الله : حد الخوف ما حجزك عن معاصي الله، فما زاد على ذلك، فهو غير محتاج إليه
فهذا هو القياس الذي من خلاله يعرف الإنسان أنه يخاف من ربه.
أخوتي في الله هذا موضوع لتذكير نفسي و إياكم بسنة منسية تماما و عادة إنقطعنا عنها ألا و هي الخوف من الله
اللهم اغفر لي و لقارئي الموضوع و لجميع المسلمين
اللهم تجاوز عن أخطائنا و ارحمنا
اللهم إن لكـ عبادا لم يعبدوكـ حق عبادتكـ
اغفر لهم يا رب
منقول